أشعر بعدم الاستحقاق الذاتي ….. كيف أتغلب على هذا الشعور

أشعر بعدم الاستحقاق الذاتي ..... كيف أتغلب على هذا الشعور

إن أغلب المشكلات التي تحدث في حياتنا، تتعلق بـ الاستحقاق الذاتي ، ونظرتنا لأنفسنا، فشلك في الحصول على المال، في الزواج، في اجتياز مقابلة الوظيفة، في  السعادة، كل هذا يتعلق بالاستحقاق الذاتي.
جربي واسألي نفسك سؤالًا هل فعلًا تستحقين أن تصلي للأهداف التي وضعتيها؟ هل تستحقين أن تكوني في المكانة التي أصبحتِ فيها؟ إن كانت الإجابة نعم فهنيئًا لك، أنتِ تتمتعين بسلام نفسي واستحقاق أروع سيجعل النجاح رفيقًا لكِ في الحياة، أما إن كانت الإجابة لا، فهذه الدورة ستساعدكِ على تحقيق الاستحقاق الأروع .

  • قانون الاستحقاق الذاتي

إن كل ما يحدث بالكون يحدث وفق قانون الاستحقاق ، فما أنت عليه هو ما تستحقه، وما لم تحصل عليه هو ما لم تستحقه، فبمجرد توافق ذبذباتك الصادرة منك مع ما تريده تحصل عليه فورًا؛ أي انه بمجرد توافق هذه الذبذبات أصبحت شخص مستحق، والعكس صحيح؛ أي أنه كانت الذبذبات الصادرة منك سلبًا، فهي تعرقل حصولك على ما تريد وتبدأ في عمل أفعال وسلوكيات لا إرادية تنطلق من اللاوعي، ويسمى  هذا السلوك ب (التدمير الذاتي).

  • أنواع التدمير الذاتي

هناك نوعان من التدمير الذاتي:

النوع الأول :

هو ألا تصل لهدفك مهما فعلت من تمارين ومحاولات، وعندما تأتيك الفرص لا تقتنصها وتتركها تضيع منك؛ لأنك تفضل البقاء في دائرة الارتياح.

النوع الثاني :

هو أن تصل للهدف وتحصل عليه بالفعل، لكنك تقوم بتدمير كل ذلك لتعود إلى نقطة الصفر من جديد، والسبب في ذلك أن العقل الواعي للإنسان يرغب دائمًا في النجاح، ولكن العقل اللاواعي قد يكون لديه برمجة سلبية ومعتقدات خاطئة تحول دون هذا النجاح، والعقل اللاواعي هنا يلعب دور القائد الذي يدير الأفكار والقرارات والأهداف.

إذن كيف تتكون دائرة الارتياح وكيف يتكون المعتقد السلبي، وكيف يحول كل ذلك بيني وبين تحقيق الهدف ؟

أي معتقد في الدنيا يبدأ بفكرة، وبعد تصديق الفكرة يصاحبها مشاعر وأحاسيس، وعندما تتجلى أي نتيجة سلبية يبدأ العقل في الانتباه، ويسأل نفسه عن سبب حدوث هذا الشيء السلبي؟ ثم يبدأ في شحن الفكرة بالشعور، وبعد شحنها وتكرارها أكثر من مرة يتكون ( المعتقد )، وتتم برمجته في العقل اللاواعي، وفور يحيط المعتقد شيء يسمى (برادايم)، وظيفته أن يحمي المعتقد في دائرة ارتياح.

وطالما أنا أصدق هذا المعتقد، لا بد أن يتجلى في حياتي وأي شيء يحدث عكس ذلك؛ يظهر البراديم ليحمي المعتقد بقوة، ويظل يثبت طوال الوقت أن هذا المعتقد صحيح، وأنه حينما يحدث كذا لا بد أن يحدث كذا، وأن كذا يقصد به كذا، فالمعتقدات هي التي تحرك الإنسان دائمًا.

إذا استطعنا كسر دائرة الحماية التي تحيط بالمعتقد السلبي وتخلصنا منه، وقمنا باستبداله بمعتقدات ايجابية، يتكون أيضًا براديم يحمي المعتقدات الإيجابية بمجرد تغيير الفكرة والشعور المصاحب وتحطيم البرمجة القديمة التي نتجت عن تكوين هذا المعتقد.

حينما تكثر المعتقدات السلبية تتكون تكتلات سلبية من الطاقة، تحيط بالهالة الموجودة حول الجسم ( الجسد الأثيري) وتصبح جاذبة للسلبيات، وبالتالي يحدث التدمير الذاتي .

  • التحكم فى المعتقدات السلبية :

ولكن عليكم أن تعرفوا أحبتي أننا نستطيع التحكم في كل فكرة سلبية قبل أن تتحول لمعتقد، وذلك من خلال قانون التضاد والتوازن، أي نحاول أن نبحث عن الجزء الإيجابي في الفكرة السلبية وننظر له ونفكر فيه، فحتى الشيء السلبي الذي يحدث لنا لا بد أن يكون له بعد إيجابي.

  • أعراض عدم الاستحقاق والتدمير الذاتي

هناك نسبة كبيرة جدًا من الناس لديهم عدم استحقاق وتدمير ذاتي، ولكنهم يتفاوتون في الدرجة والموضوع، فهناك من يعاني من تدمير ذاتي في المال، أو تدمير ذاتي في العلاقات، تدمير ذاتي في الأهداف أو في جذب شريك الحياة، وما إلى أخره، ومن أعراض عدم الاستحقاق ما يلي:

  • عدم الوصول للهدف رغم المحاولات الكثيرة وعمل التمارين.
  • الوصول للهدف وتضييعه، وسأعطيكم مثال على ذلك كم كتاب كنت حريص على شرائه ولم تقرأه؟ كم مرة قمت بعمل دايت وبعد أن بدأت تخسر الوزن، عدت للأكل من جديد؟
  • التسويف، أن تظل تؤجل أهدافك واحدًا تلو الأخر ظنًا أنك لن تستطيع الوصول إليها، هذا التسويف يؤثر عليك بالسلب ويزيد من تدميرك الذاتي.
  • من أعراض عدم الاستحقاق أيضًا أن ترى أن الهدف كبير عليك، وأنك لن تستطيع الوصول إليه، وهذه فكرة سلبية ستخلق لديك عدم استحقاق، سيدنا سليمان عليه السلام حينما دعا ربه طلب ملكًا لا ينبغي لأحد من قبله أو بعده، وضع أمامه هدف كبير وبدأ يدعو به الله الواسع المقتدر.
  • عقاب الذات أيضًا من الأشياء التي تخلق عدم الاستحقاق، كأن تظل تؤنب نفسك وترى أنك مقصر وتفعل الذنوب ولا تستحق النجاح، وهذا بالطبع يدمرك ذاتيًا، لقد خلق الله سبحانه وتعالى البشر خطائين توابين، ومن البديهي أن تخطئ لتتعلم وتتوب لله عز وجل، فلما تعاقب نفسك على فطرتك التي خلقت بها!
  • خطوات رفع الاستحقاق وزيادة الثقة بالنفس

  • ترتبط زيادة الاستحقاق ارتباطًا ايجابيًا مع حب الذات والثقة بالنفس، فإن أحب الإنسان نفسه رأى أنه مستحق وارتفعت ثقته بذاته، وتولدت لديه القدرة على النجاح وتحقيق الأهداف.
  • وخطوات رفع الاستحقاق يمكن تنفيذها من خلال عمل بعض تمارين الاستحقاق.
  • والتركيز على الايجابيات لأنك حينها ستعيش بايجابية، أما إن ركزت على السلبيات ستعيش بسلبية، وهنا لا بد من معرفة أسباب عدم الاستحقاق حتى نتمكن من رفعه وزيادة الثقة بالنفس.
  • أسباب التدمير الذاتي وعدم الاستحقاق

  • الأخذ بدون عطاء، فقد قال الله سبحانه وتعالى “لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ“، لذا إن أردنا الشعور بالاستحقاق لا بد أن نمنح هذا الشعور للغير.
  • الحسد والحقد والغيرة من الأسباب القوية التي تجعل الإنسان غير مستحق لما يحصل عليه، قال: ” ولَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا” ، فعندما يحسد الإنسان غيره يقل استحقاقه لأنه يستقبل مثل ما يرسل ، وحينما يربط أيضًا كل ما يحدث له بالحسد يقل استحقاقه.
  • الحل هنا عمل تحصينات بأذكار الصباح والمساء وتناول السبع تمرات، وقراءة المعوذات فهي درع حماية رهيب يرد الحسد لصاحبه، ولا تقارن نفسك بغيرك لأن بصمة الإصبع تختلف لدى الشخص الواحد، لذا أي مقارنة لن تكون عادلة ولن تكون في صالحك.
  • حينما تقول أن ما يحدث لك من سلبيات سببه أن الله يعاقبك، هذه كلمة كبيرة ومدمرة للذات ولعلاقتك بالله عز وجل، فعندما يصاب أحد بمرض خطير يقولون له استغفر الله فقد يكون هذا عقاب من الله، وهو أمر يتنافى مع قوله تعالى: “وإذا مرضت فهو يشفين”.
  • الوقوع في دائرة السحر والأعمال والذهاب للمشايخ حتى تحل مشاكلك، أمر يزيد من عدم استحقاقك؛ لأنك حينها لن تفعل شيئًا وستنتظر الحل من الخارج. الصواب أن تصلح ذاتك وتركز مع نفسك، وحينها لن يستطيع أحد أن يضرك إلا إذا سمحت له أنت بذلك.
  • عدم الصدق مع النفس والتظاهر بشيء ليس فيك، فيكون الظاهر غير الباطن سيخلق لديك إحساس بالدونية وعدم الاستحقاق، وكذلك عدم الصدق مع الآخرين.
  • ربط كلمة الحمد لله مع كل مشكلة سلبية تحدث لك، فشكر الله وحمده شيء، والرضا بالمصائب شيء أخر، فالأصح أن تقول: “إنا لله وإنا إليه راجعون”، عند المصيبة وليس “الحمد لله”.
  • أن تنكر نعمة الله سبحانه وتعالى، خوفًا من الحسد فتقول أنك تعبان أو مسكين، وأنت في خير حال، من الأفضل هنا إن لم تذكر النعمة، أن تصمت لأن الله سبحانه وتعالى قال: أما بنعمة ربك فحدث، فكن صادق وقل الحمد لله عند النعمة. أي إدعاء أو تمثيل يحدث معه عدم استحقاق.
  • التحدث مع الذات بشكل سلبي، هناك إحصائية تم عملها بكلية الطب سان فرانسيسكو سنة 1986 أثبتت أن 70% من الحديث مع النفس يكون سلبي، وأن كثير من الأمراض تحدث بسبب ذلك ومنها قرحة المعدة.
  • كيفية رفع الاستحقاق الذاتي

إذن كيف أرفع استحقاقي الذاتي ؟ من ضمن طرق رفع الاستحقاق أن أسأل نفسي ما هي مميزات الوضع الحالي التي أريد أن أحتفظ بها، أو مما يحميني الوضع الحالي إن تغير، أو في حالة تحقيق الهدف ما المخاوف التي أشعر بها أو السلبيات التي أتخوف منها؟

أقوى طاقة من الممكن أن تخرجك من البرمجة السلبية هي الطاقة الروحانية؛ أي أن تقول أنا عبد القادر، أنا قادر، أنا أستطيع، وأن الله وهاب واسع، فللكلمة التي تخرج منا لأنفسنا سحر كبير وهناك تمارين وأدلة كثيرة على قوة الكلمة سأستعرضها معكم في مقالات قادمة بإذن الله.

مشاركة:

قد يعجبك

error: Content is protected !!