الشعور بالذنب وتأنيب الضمير، المشكلة والحل

الشعور بالذنب وتأنيب الضمير، المشكلة والحل

الشعور بالذنب

إزاى عملت كده … !! اللى انا عملته ده شئ فظيع …  !! أنا حاسس بالذنب ..!! شعورى بالذنب هايموتنى … !!
كلها عبارات نقولها لانفسنا ونسمعها من الأخرين فى لحظات الانفعال و الغضب من النفس بعد القيام بعمل يتنافى مع قيمنا الاخلاقية وبعد أن يستيقظ ضميرنا وينبهنا الى الخطأ الذى وقعنا فيه.
إنه الشعور بالذنب وتانيب الضمير بداخلنا .

ما هو الشعور بالذنب؟

هو ذلك الصوت الداخلى الذى ينبهك دائما بانك قمت بفعل يتنافى مع قيمك واخلاقك .
<spanهذا الصوت هو ما يسمى الضمير .. فهو كائن موجود داخلك وهو البوصلة التى توجهك للصواب وتلومك عند الخطاء .
هذا الشعور صحى عند حدود معينة عندما ينبهك للخطأ ولكن اذا زاد عن الحد فإنه يحمل فى طياته خطرًا كبيرًا على النفس .
فلولا شعورنا بالذنب لكنا نعيش فى غابة ولو التزم كل إنسان بالمعايير الاخلاقية فى التعامل مع الاخرين لأصبحنا نعيش فى المدينة الفاضلة ولكن للأسف هذا لا يحدث .

 كما أن الشعور بالذنب قد يكون في الخوف من الله وعقابه نتيجة ارتكاب معصية أو سلوك انحرافى .

كيف يأتى الشعور بالذنب وأسبابه ؟

قيمنا وتربيتنا ومعتقداتنا الدينية وقيم المجتمع الذى نعيش فيه هى من يحدد لنا معايير الخطأ والصواب وعند مخالفة هذه القيم يأتى الاحساس بالندم وهو شعور يلازم الاسوياء أصحاب المبادئ.
بينما نجد انه قليلا مايلازم الاشخاص أصحاب الشخصيات العنيفة وغلاظ القلوب أو الغير سوية ومن اعتاد على اذى الاخرين .

الشعور بالذنب العاطفى :

كثيرا ما نشاهد حالات إكتئاب شديدة لبعض الاشخاص بعد الفشل فى علاقة عاطفية وقد يكون السبب فى هذا هو الشعور بالذنب تجاه الحبيب .
فقد يكون أحد الاطراف قد أساء للطرف الاخر وسبب له جرحا فى مشاعره نتيجة خيانة هذا الحب مثلا .
وكذلك بعد الطلاق فانها تصاحب البعض نتيجة شعوره بانه لم يستطع الحفاظ على الحياة الزوجية و تسببه فى ايذاء مشاعر الطرف الاخر .
والشعور بالذنب تجاه الحبيب من أصعب المشاعر نظرا للأذى المباشر لمشاعر الطرف الاخر .

أسباب الشعور بالذنب :

السبب الرئيسى لشعورك بالذنب هو تأنيب الضمير وقد يكون الفعل فيه إساءة للاخرين أو التسبب فى ايذاء جسدى أو معنوى أو مادى لشخص ما .
من أكثر النوعيات التى تشعر بالذنب الاشخاص مرهفى الحس والمشاعر فهم أكثر من غيرهم فى محاسبة أنفسهم على كل فعل قاموا به حتى لو كان عادى .
ولكن تختلف درجات الأسباب التى تسبب شعورك بالذنب فقد تكون لاسباب بسيطة جدا مثلا تناول طعام يتعارض مع الريجيم أو عدم الالتزام بموعد التدريب البدنى وهذا يولد شعور بالذنب تجاه النفس .
وقد يكون نتيجة  أذى الاخرين معنويا بالسباب أو التلفظ بالفاظ غير لائقة أو إحراج شخص وقد يتسبب فى أذى بدنى او مادى .
وقد تكون نتيجة ارتكاب معصية الخالق سبحانه وتعالى فالأسباب عديدة وتتدرج لمستويات مختلفة والشعور واحد.

عدم الشعور بالذنب

يعتبر عدم شعورك بالذنب تجاه تصرف خاطئ مثلا الاساءة أو التجريح لشخص أخر أو التسبب بالأذى لاخرين مظهر غير صحى وقد يكشف عن شخصية عدوانية عنيفة أو غير سوية فالاشخاص اصحاب القيم لابد وان يشعروا بالذنب وتأنيب الضمير فى حال القيام بعمل يضر بالأخرين أو يخالف قيمهم  .

متى يكون شعورك بالذنب مرض :

ذكرت ان شعورك بالذنب شعور صحى ولكن أحذر من المبالغة فقد تسقط فى حفرة عميقة لا تجد سبيلا للخروج منها ودائرة لا تنتهى من التأنيب وجلد الذات بمبرر ودون مبرر .
فالتوازن ضرورى ومطلوب فى التحكم بالشعور بالذنب فكما ذكرنا انه يعتبر بوصلة لتوجيهنا للصواب فان المبالغة فى الشعور بالذنب يقود لمرحلة خطيرة من جلد الذات والتى من شانها تدمير الذات وهدمها .
فهناك خط دقيق فاصل بين شعورك بالذنب وبين جلد الذات أحذر من تجاوزه .
لذلك فالمبالغة فى الشعور بالذنب غير مطلوب فمن منا لم يخطئ فى حياته سواء بقصد أو دون قصد .
هذه المشاعر السلبية تظل حبيسة داخلنا وملتصقة فى ذاتنا كانها جزء مننا ولكن هذا ليس الصواب فالمشاعر نعيشها ولا نحتفظ بها.
وكثيرا مانسمع عبارة “الشعور بالذنب يقتلنى”  من بعض الناس وهذه الجملة بها تهويل كبير فالمبالغة فى شعورك بالذنب من الحدث أمر غير مطلوب لان هذا الاحساس يولد مشاعر غضب وتحقير للنفس وهذا الشعور قد يكون قاتلا فهو يؤدى بهم الى القلق والخوف والعزلة وكره الذات والاكتئاب وقد يصل لمحاولة الانتحار.
وايضا بخلاف المشاعر النفسية فهى تتسبب فى الكثير من الامراض الجسدية كذلك مثل :

  • قرحة المعدة .

  • القولون العصبى

  • امراض الضغط

  • مشاكل بالقلب .

  • الصداع المستمر.

  • فقدان الشهية .

  • الأرق وصعوبات فى النوم.

كيف تستفيد من شعورك بالذنب :

يمكن الاستفادة من شعورك بالذنب بالعمل الايجابى تجاه من اخطانا بحقهم وتجاه المجتمع والاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه وعدم الرجوع اليه مرة أخرى والاستفادة من اخطاء الماضى .
الخطأ من سمات الانسان وقد وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ”  كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ “ .
فالانسان يخطئ ولكن هذا ليس نهاية العالم فقد نخطئ التقدير او نخطئ الفهم فى أمر ما يجعلنا نقوم بفعل نندم عليه لاحقا ولكن لا يجب التوقف عند هذا الفعل فهو ليست نهاية الحياة .
فالحياة تستمر سواء كنا على خطأ أو على صواب لذلك علينا النظر للأمام دوما وترك الماضى للماضى .

علاج الشعور بالذنب :

نأتى للجزء الهام وهو كيفية العلاج للتخلص من عقدة الشعور بالذنب حيث يحتاج الشخص الذى يشعر دائما بالذنب بمبرر ودون مبرر وبشكل مبالغ فيه الى التخلص من هذا الشعور .
فهو يحتاج الى التسامح الذاتى والتماس العفو لنفسه ويحتاج لجلسات نفسية متخصصة للتخلص من مشاعر اللوم للنفس ومايصاحبها من مشاعر قلق وأكتئاب .
كما يحتاج هذا الشخص الى تفريغ النفس من مشاعر الغضب التى تكمن بداخله والتحرر منها وهذا يتم من خلال جلسات التحرر النفسي.
مصالحة النفس والتوازن النفسى من اهم العوامل التى تحقق السلام الداخلى وحب النفس وعدم الانجراف وراء جلد الذات دون مبرر .
وهنا من الضرورى عدم التردد فى اللجوء الى معالج نفسى متخصص (وليس طبيب نفسى) لطلب المساعدة والتحدث معه ومصارحته بكل هذه الجوانب لتفريغ كل هذه الطاقات السلبية والتحرر منها والمساعدة للخروج من هذه الدائرة والحياة فى استقرار نفسى.
فالاستمرار فى كبت هذه المشاعر السلبية داخل الوجدان كما ذكرت يؤدى الى عواقب وخيمة قد تصل الى إيذاء النفس والانتحار (لا قدر الله).
وفى النهاية نذكر بانه شعور صحى لدرجة معينة لكن دون التهويل و المبالغة فيه لدرجة تقودنا الى دوامة من المشاعر السلبية وجلد الذات يكون لها تبعات نفسية خطيرة ويجب التخلص من هذه المشاعر والتحرر منها لننعم بالحياة السعيدة.

مشاركة:

قد يعجبك

error: Content is protected !!