المواظبة على أذكار الصباح والمساء تحررك من الخوف والأوهام

المواظبة على أذكار الصباح والمساء تحررك من الخوف والأوهام

كيف أستطيع المواظبة على أذكار الصباح والمساء

إذا كنتِ تعانين من الحسد أو قلة البركة أو كثرة الابتلاءات، فإليك هذا الحل السحري؛ أذكار الصباح والمساء، فمع المواظبة عليها سترين بنفسك الفرق، ولكن يجب عند قولها :

  1. أن تستحضري قلبك.

  2. وترددينها بوعي ويقين.

  3. وليس مجرد بغبغة واسترسال دون فهم ووعي.

سنتعلم في هذه الأمسية كيف نواظب على قراءة أذكار الصباح والمساء ونستحضر قلوبنا، وكيف نحمي أنفسنا بحول الله وقوته. كثيرًا ما تردني أسئلة عن الحسد والسحر والبعد عن الله، فأجد من يقول لي: لا أستطيع المواظبة على الصلاة، أو أشعر أن دعائي غير مستجاب، أو أشعر أن الله سبحانه وتعالى يعاقبني بكل الابتلاءات التي تحدث لي!وهذا بالطبع شيء خاطئ فالله سبحانه وتعالى بعيد عن كل تلك الإدعاءات.

وهنا إشارة مهمة جدًا على هذا السؤال : وهى أنه من الخطأ أن نقول أننى بعيد عن الله!! ذلك أن الله سبحانه وتعالى قريب منا كما قال فى القرءان الكريم : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )

قد يرى شخص أن حدوث شيء سلبي لشخص لا يحبه، هو عقاب من الله عز وجل جزءًا له على أفعاله <> بينما حدوث نفس الشيء السلبي لحبيب أو صديق أو شخص مقرب منه، إنما هو ابتلاء من الله عز وجل يكفر به عن سيئاته، وأن هذا بالطبع خير، وبالطبع التباين في تلك النظرة خاطئ!!
وسبب تلك النظرة لدى بعض الناس هو الفهم الخاطئ للعلاقة بينه وبين الله عز وجل، والابتعاد عن العبادات الربانية مثل المواظبة على أذكار الصباح والمساء ..

  • فكل من يخاف من الحسد.

  • كل من يخاف من السحر.

  • كل من يخاف من عدم التوفيق.

  • كل من يخاف من قلة البركة.

  • كل من يخاف من الغلاء.

  • من ضيق الظروف المادية.

كل هذه المخاوف سببها الانقطاع عن العبادات، والحل السحري لها هو المواظبة على أذكار الصباح والمساء.
 إذا كان الشخص الذي يقرأ الأذكار يرددها بلا وعي وبلا تفكير وتدبر، لن تفيده في شيء وسيبقى كما لو أنه لم يتلفظ بها أصلًا، لابد من حضور القلب والتفكير في المعنى عند قراءة الأذكار؛ حتى نكون ممن يصطفيهم الله ويقبل عبادتهم ويحميه بهذه النعمة التي منَّ بها علينا؛ نعمة أذكار الصباح والمساء .

وهناك فرق بين قراءة الأذكار وقراءتها بوعي، فالمعلومة أن تعلم أن للأذكار فائدة وأنها تحصن صاحبها، أما الوعي والإدراك بالمعلومة أن تعلمها وتستشعر قيمتها ويكون لديك يقين تام بأثرها على نفسك وحياتك.

أهمية اذكار الصباح والمساء

يكافئ الله سبحانه وتعالى عباده الطائعين عند المحافظة على أذكار الصباح والمساء ، فبفضل الله وحوله وقوته لا يمكن أن يستطيع مخلوق على وجه الأرض أن يصيب من يذكر الله صباحًا ومساءًا بأي سوء، ويغفر له الله ذنوبه ولو كانت كزبد البحر.

ولكني أخص هنا من يذكر الله بوعي واستحضار للقلب والروح، ويقين تام في قوة تلك التحصينات، أما من يذكر الله بغبغة ومجرد حديث دون وعي أو استشعار فقد تصيبه بعض الحوادث ولا يكون محصن مثل من يستحضر قلبه، ويثق في قدرة الله وقوة الأذكار، والله أعلى وأعلم.

أوقات أذكار الصباح والمساء

يقصد بأذكار الصباح و المساء الأقوال التي يرددها المسلم كل يوم، بعد كل صلاة، عند شروق الشمس، وعند مغيبها، أي بعد صلاة الفجر والمغرب، ويجب ترديد هذه الأذكار بعد كل الصلوات وفي كل الأوقات في الشدة والرخاء بإيمان ويقين، كما أمرنا الله عز وجل في قوله: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ).


فوائد المحافظة على أذكار الصباح والمساء


عندما يداوم المسلم على قراءة أذكار الصباح والمساء، تتحقق  له عدة أمور في الدنيا والأخرة، وهي:

  • أول شيء يكون قريب من الله عز وجل، فالمسلم الذي يعمر لسانه بذكر الله سبحانه وتعالى، يكون أكثر قرباً من الله عن غيره، كما جاء في الحديث القدسي الشريف: “فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه“.

  • ثاني شيء الفوز برضا الله، ويتحقق له السرور والراحة في الدنيا,

  • ذكر الله أيضًا ينير القلب والعقل والوجه ويقوي الجسم.

  • من يكثر من ذكر الله يطرح له البركة ويرزقه سعة الرزق.

  • كثرة ترديد الأذكار تجعل الإنسان يستشعر مراقبة الله عزّ وجلّ له في كل أوقاته، الأمر الذي يوصله إلى مرحلة الإحسان أي أنه يعبد الله كأنه يراه.

فضل ذكر سيد الاستغفار

دعاء سيد الاستغفار هو أحد أذكار الصباح والمساء التي أوصانا به الله ورسوله والكريم، وهو من أقوى الأدعية التي يمكن أن يتوجه بها العبد إلى ربه،عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ. منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .
 معنى سيد الاستغفار، هذا جامع لمعاني التوبة كلها؛ لذا سمي بسيد الاستغفار، وفي هذا الدعاء مسلمات منها التوحيد بالله عز وجل والاعتراف بربوبية الله عز وجل والإقرار بعبودية المخلوق للخالق، فمن يتأمل جيدًا في هذا الدعاء، سيجد أنه اشتمل على التوبة والتذلل والإنابة لله سبحانه وتعالى .
إذن اليقين الذي يمكن أن نستشعره عند قول دعاء سيد الاستغفار ، هو مغفرة كل الذنوب ودخول الجنة بإذن الله وحوله وقوته، وهو ذكر قوي جدًا من أذكار الصباح والمساء ، يجب أن نحاول ترديده دائمًا، ومع التكرار سنحفظه ولكن أكرر لا بد أن نستشعره، ونؤمن بكل كلمة فيه.

فضل ذكر كلمة الله التامات

الأذكار لها قوة عجيبة في الحماية، ويعتبر ذكر كلمات الله التامات من أهم تلك الأذكار، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ، قَالَ: ((أَمَا لَوْ قُلْتَ، حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّكَ)).
هذا الحديث النبوي الشريف يوضح فضل الاستعاذة بكلمات الله التامات، في الحماية من الشرور والضرر؛ أيان كان نوعه، ففي الحديث جملة من شر ما خلق جاءت عامة لتشمل كل المخلوقات، عقارب أو بشر أو جن أو شياطين أو غيرهم، وهذا يعني أنك إن قلت أعوذ بكلمات الله التامات، لن يضرك الله سبحانه وتعالى بأي شيء.

كيف نواظب على قراءة الأذكار ؟


يمكن المحافظة على أذكار الصباح والمساء عن طريق :

  1. تخصيص وقت معين للذكر في الصباح والمساء.

  2. عدم التسويف : ففي حالة تأخير قراءتها بعد الوقت المخصص أو الصلاة، من الوارد جدًا نسيانها والالتهاء بأمور الدنيا.

  3. تدبر المعنى ومحاولة فهم الأذكار والتعرف على معانيها، فهناك من يرددها بغبغة وتكرار لا أكثر ولا اقل وهو في الأساس لا يعرف معناها، وهنا لا يكون لها أثر في إصلاح القلب، ومن خلال جلسة التأمل التي أقدمها لكم عبر التليجرام سنستشعر معًا كيف يمكن قراءة الأذكار بشكل سليم.

  4. حفظ أكبر قدر من ممكن الأذكار حتى يستطيع العبد قراءتها في أي مكان أثناء القيادة، في الطريق للعمل أو المدرسة أو عند الانتظار في البنك أو عيادة الطبيب أو غيرهم من الأماكن التي يمكن أن يستفيد فيها بقراءة الأذكار فيحصن نفسه وينال الثواب من الله عز وجل.

 

مشاركة:

قد يعجبك

error: Content is protected !!