مشكلتى ليس لها حل

مشكلتى ليس لها حل

يمر الانسان يوميا بمشاكل مختلفة سواء على مستوى الاسرة او العمل كبيرة كانت أو صغيرة ويتعامل معها أحيانا بحكم خبراته السابقة وببساطة وقد يقول فى أوقات اخرى انها “مشكلة ملهاش حل ” .
فهل توجد مشكلة فعلا ملهاش حل ؟

ماهى المشكلة ؟

والمشكلة هى وجود عائق يمنع السير فى الطريق المرسوم لتحقيق الهدف وقد يكون هذا العائق متوقع وجوده أو مفاجئ .
والمشكلات انواع فمنها على المستوى الشخصى والعائلى أوعلى مستوى الشركات وادارة الاعمال أوعلى مستوى الدول .
فمثلا فقد اتوقع اننى عند البدء فى مشروعى سوف أجد مشكلة فى إيجاد العمالة المطلوبة أو انتظام الموردين مثلا .
ولكن قد تحدث مشكلة غير متوقعة فى السوق ككل وتتسبب فى انخفاض الطلب على مشروعى وهبوط اسعار المنتجات التى ابيعها .
وقد تكون طالبا وتحدث لك مشكلة قبل الامتحانات تهدد فرص دخولك الأمتحان أو نجاحك فيه .
أو حدوث مشكلة بين زوجين تهدد الحياة الزوجية التى كانت مرسوم لها السير فى شكل سعيد وجميل .
وقد تكون المشكلة هى ازمة فى علاقات دولية بين دولتين تنذر بعواقي وخيمة أو التعرض للكوارث الطبيعية كالزلازل والاعاصير .
فكلها فى النهاية أشكال مختلفة لمشكلات نمر بها فى حياتنا.

تأثير حدوث المشكلة على الحالة النفسية :

فالمشكلة قد تكون طبيعية ومتوقعة واحيانا كثيرة تكون حلولها مسبقة بناء على الخبرات السابقة .
وقد تكون مشكلات تحدث لظروف طارئة خارجة عن الارادة والتوقع .
وتتسبب المشكلات فى الوقوع تحت ضغط نفسى وتوتر واذا لم يتحلى الانسان بالانضباط النفسى فى مواجهة المشكلة فقد يفقد السيطرة على الاوضاع وتزداد المشكلة حدة وبالتالى تزداد الضغوط النفسية ويدخل صاحب المشكلة فى دائرة من القلق والتوتر فى البحث عن مخرج للمشكلة .
لذلك فسرعة طلب المساعدة من الاخرين والمشاركة فى وضع حلول للمشكلات فى بدايتها أمر هام .

هل يمكن أن نعيش دون مشاكل؟

بالطبع يبحث الجميع عن العيش فى هدوء ودون مشكلات أو توترات ولكن الحياة لا تخلو من المشاكل ومن العقبات والصراعات كذلك ولكن الجانب الايجابى أنه عند مواجهة المشكلات بشكل صحيح فانها تزيد من قوة مناعة الانسان وصلابته فى مواجهة الحياة والتعلم من الدروس المستفادة من هذه المشكلة وكما نقول ” الضربة التى لا تقتلنى فانها تقوينى”.

وبالتالى تخرج من هذه المشكلة بشكل أقوى وخبرة أكبر.

أنواع المشكلات :

بالطبع تختلف المشكلات فى نوعها وحجمها وتأثيرها فقد تكون :

  • مشكلة شخصية فى الدراسة أو الزواج او العلاقات الاجتماعية .
  • مشكلة مالية نتيجة قلة الدخل للفرد .
  • مشكلة اقتصادية لاحد الشركات .
  • مشكلة سياسية على المستوى الدولى .
  • مشاكل اقليمية لقلة الموارد المتاحة .

التعرف على السبب الحقيقى للمشكلة هو بداية الحل :

اتصلت بى أحدى صديقاتى فى احد الايام وكانت منهارة نفسيا وتبكى لان لديها مشكلة كبيرة تهدد حياتها الأسرية .
وكانت المشكلة أنها تشك فى زوجها بانه على علاقة بسيدة اخرى .
وبدأت أسالها عن أدلة لديها تثبت ذلك فلم اجد لديها اى دليل ملموس .
سألتها عن تعامله اليومى معها وهل يتعرض لها باهانات أو ماشابه فكانت ايضا الاجابة بالنفى .
لكنها تشعر بتغيير معاملته لها وعدم اهتمامه بها وعدم الحديث معها كالسابق وان العلاقة بينهم اصبحت كلها شجار بسبب الشك والغيرة.
فكنت احاول اقناعها بعدم الانسياق وراء معتقد واحد فقط وهو الشك وتحليل الوضع بشكل اعمق وتجربة بدائل .
وبدأنا من خلال الحديث اليومى اطلب منها القيام بتصرفات معينة ومراقبة ردود أفعال زوجها فى الوقت الذى تقوم فيه بتدريبات ذهنية ونفسية لتحرير ذهنها من الأفكار السلبية عن الشك.
( اقرأ المزيد حول: تحرر من قيودك الداخلية ومشاعرك السلبية ( أهلا بك فى طريقة سيدونا ) ).
وبالفعل بعد سلسلة من الجلسات والحوارات استعادة حياتها السعيدة مع زوجها مرة اخرى
واكتشفت انها كانت تسير وراء اوهام لا وجود لها الا داخل عقلها الباطن .
فالتعرف على السبب الرئيسى كان هو بداية الطريق الصحيح للحل حتى لا تضيع الوقت والجهد فى الاتجاه الخاطئ.

العوامل التى تؤثر فى حل مشكلة ما :

هناك معطيات معينة تؤثر على الحلول وعلى طريق ادارة الازمة وهى :

  • تطور المشكلة :

فسرعة الحل أو اتخاذ اجراءات لحل الازمة مبكرا أفضل من التاخر حتى تتفاقم المشكلة ويزداد حجمها.

  • حجم ونوعية المعلومات المتوفرة :

<pفكلما كانت المعلومات المتاحة أكثر وأدق كان العمل على حل المشكلة اسرع .

  • الامكانيات المتاحة :

تؤثر حجم الامكانيات المتوفرة على طريقة حل المشكلة .

كيفية حل مشكلة فى علم الادارة:

هناك طرق علمية تتحدث عنها علوم الادارة عن طرق حل المشكلات سواء البسيطة منها أو الأزمات الكبيرة وبالطبع الاستراتيجية واحدة لكن التنفيذ يختلف وفقا للمعطيات فى كل حالة .

فالبدء فى حل المشكلة يكمن فى التعرف وتحديد ماهى المشكلة وتوصيفها بدقة ثم ايجاد الحلول و البدائل وذلك كما يلى بشكل مختصر :

  • تعريف وتوصيف المشكلة بشكل دقيق .
  • تحليل المشكلة وتحديد السبب الرئيسى لها .
  • وضع الحلول وتحديد البدائل المتاحة وفقا للامكانيات المتوفرة.
  • اختيار الحل الافضل .
  • بدء تنفيذ خطة الحل.
  • مراقبة النتائج .
  • التقييم واعادة الخطوات فى حال لم يتم التوصل لحل للمشكلة.

كيف تواجه المشكلة :

قد تبدو بعض المشكلات للوهلة الأولى غير قابلة للحل ولكن يجب ان نعلم بأنه ” لا توجد مشكلة مهما كانت دون حل ” .
فلا يجب ان أترك نفسى فريسة للاحباط الناتج عن حدوث المشكلة وادخل فى مرحلة من التوتر والقلق قد تصل بى الى الاكتئاب لمجرد انى تعرضت لمشكلة غير متوقعة .
( اقرأ المزيد حول :  كيف أتخلص من الخوف والقلق )
( اقرأ المزيد حول: الاكتئاب ، مرجع كامل : الأسباب والأعراض والعلاج ).
كما يجب أن ابتعد عن مشاعر الندم ولوم النفس لعدم القيام بعمل معين او عدم الاستعداد للمشكلة فالندم لن يفيد ولكن انظر للامر بواقعية لايجاد حلول للمشكلة لان الحياة تستمر للامام وعقارب الساعة لن تعود للوراء.
يجب طلب المساعدة والمشاركة من شخص مؤهل ومتخصص فى ارشادى لكيفية الخروج من المشكلة .
وقد راينا دول بالكاملة انهارت ثم عادت أقوى من الأول كالمانيا واليابان بعد أن دمرتا بالكامل فى الحرب العالمية ولكن أصبحتا من أكبر دول العالم اقتصاديا بعدها بسنوات.
وهناك اشخاص كثيرين من حولنا واجهوا مشكلات كبيرة ومنهم من خسر أمواله بالكامل ومنهم من تعرض لازمات صحية ولكنهم عادوا أقوى من قبلها بالعزيمة والاصرار على تخطى المشكلات.
ودائما عندما تجد الاحجار فى طريقك لا تجعلها تعوق طريقك ولكن استخدمها لتصنع سلم نجاحك.

كيفية حل مشكلة فى علم النفس :

هناك مقولة تقول ان ” طريقة تفكيرنا الحالية لا يمكنها حل المشكلات التى وجدت بسببها “.
فالأساس فى حل اى مشكلة هى التغيير من طريقة تفكيرنا التى تسببت فى حدوث المشكلة .
لذلك فإن المفتاح هو الذهن الصافى الخالى من المشاعر السلبية التى تسبب حدوث تشويش على العقل وتمنعه من التفكير العميق والسليم .
فكما ذكرت ان أول خطوة فى الحل هى التعرف على المشكلة الحقيقية وتوصيفها بدقة فقد نضيع الوقت والمجهود فى حل سبب أخر غير حقيقى للمشكلة ونتدارك هذا الامر بعد فوات الوقت وبذل الطاقات والجهد وراء سراب الحل الكاذب .
فقد يصور الوهم المسيطر على تفكير الشخص فى جذب المبررات من حوله لتأكيد هذا التصور الخاطئ عن المشكلة وكما نعرف أن المشاعر السلبية جاذبة للأفكار السلبية وليست الايجابية .
وكما حدث مع صديقتى فلو فكرت الزوجة من البداية بشكل مختلف فقد كانت اكتشف السبب الحقيقى وراء وجود مشكلة مع زوجها ووجدت الحل بسهولة.
وهذا يحدث مع كثير من الناس حيث يكون الذهن المشوش عائق عن رؤية المشكلة الحقيقية والسبب وراءها وبالتالى يعجز صاحب المشكلة عن ايجاد حل .
ولكن الامر يتغير بعد اتباع المنهجية فى التفكير واستخدام تقنيات وتدريبات نفسية يقوم بها المتدرب فتساعده على التحرر الذهنى ورؤية الصورة بشكل أكثر وضوحا.
فالمعتقدات القديمة المخزنة فى العقل اللاواعى للانسان هى اول ما يحرك رد الفعل عنده وذلك نتيجة احتفاظ الانسان بهذه المعتقدات القديمة واعتبارها جزء من شخصيته وهذا تصرف خاطئ جدا جدا .
( اقرأ المزيد حول : كيف أغير معتقداتى السلبية؟ )
فلا يجوز أن نترك المعتقدات تتحكم فى شخصيتنا وتفكيرنا  وانما يجب التحرر منها وأطلاق سراحها بعيدا وقد تحدثنا فى مقال اخر عن تقنية سيدونا للتحرر من المعتقدات .
فهذا التحرر من المعتقدات يساعد على التفكير المنطقى والمنهجى دون تشويش من هذه المعتقدات السلبية .
وفى النهاية كما ذكرت لا توجد مشكلة بدون حل ولكن المشكلة هى فى طريقة تفكيرنا التى أوجدت المشكلة ونريدها ان تجد الحل كذلك وهو لن يحدث بالطبع لذلك فان الاستعانة بشخص مؤهل ومتخصص فى التعامل مع ادارة المشكلات والارشاد الذهنى امر ضرورى للخروج من المشكلة بشكل أسرع وأقوى.

مشاركة:

قد يعجبك

error: Content is protected !!