كيف نخطط لاستقبال العام الجديد ؟

كيف نخطط لاستقبال العام الجديد ؟

هناك ثلاثة أزمنة تتحكم في حياة البشر هم :
1- الماضي بكل ما يحمله.
2- والحاضر بكل ما نعيشه.
3- والمستقبل بكل ما ننتظره.
وحتى ينجح الإنسان في معايشة تلك الأزمنة بصورة صحيحة لا بد أن يكون لديه وعي بها وبواجباته نحو كل زمن، فنظرته للماضي لا يجب أن تكون كنظرته للحاضر أو المستقبل.

إذن الوعي شيء هام  في التعامل مع الأزمنة، فمثلًا عندما أتعامل مع الماضي بطريقة سلبية وأبدأ بالتفكير بكل ما قصرت به في الماضي، وينتبه الوعي، يتغير مجرى الأمور كليًا، فعندما أعي أنا ما أفعله خاطئ وأفهم هذا جيدًا بقلبي وعقلي، أستطيع بسهولة تحريره دون الحاجة لعمل تقنيات التحرر من الماضي.

كيف نستقبل العام الجديد ؟

هناك بعض الناس الذين يستقبلون عامهم الجديد بشكل إيجابي، وهناك من يستقبله بشكل سلبي، فرغم مرور العام الحالي وقرب انتهائه، نجد أن هناك من يفكر في إخفاقاته خلال العام ويقول : “مر عام بكامله عليّ دون أن أحقق هدفي؟ كيف فعلت ذلك بنفسي؟ لماذا لم أسعَ لتحقيقه؟ لماذا حدث لي كذا؟ لماذا ولماذا ولماذا؟ ” وتتوالى الأسئلة السلبية الكثيرة التي يُرد عليها بإجابات سلبية، تجعل تركيز الطاقة كله في الأشياء السلبية.
والأسئلة نوعان :
1- نوع إيجابي.
2- وأخر سلبي.

عندما أسأل نفسي وأقول لماذا أريد تحقيق الهدف؟ فهذا سؤال إيجابي لأن الإجابات ستكون إيجابية بشكل كبير، يعزز الدافع وراء تحقيق الهدف، ومن ثم تزيد لدي الرغبة في الوصول إلى هذا الهدف، فعلى سبيل المثال عندما يكون هدفي الحصول على درجة الماجيستير، سأسأل نفسي لماذا أريد الحصول على الماجيستير؟

هنا قد تختلف الإجابة تبعًا لاختلاف نمط تفكير كل شخص، ولكنها في المجمل إجابة إيجابية، كأن يزيد راتبي مثلا أو أترقى أو حتى أتقدم لوظيفة أخرى، أو حتى أرضي طموحي وأشعر بنجاحي، أو حتى أسافر بالشهادة للعمل في الخارج، كل هذه إجابات إيجابية من شأنها أن تحفز الشخص على تحقيق الهدف.

أما السؤال السلبي : فعندما أفكر في الماضي وأقول لماذا لم أستطع تحقيق الهدف؟ لماذا حدثت لي إخفاقات؟

في هذه الحالة تكون الإجابة كلها سلبية وتفتح المجال لاستدعاء المشاعر والأفكار السلبية، التي لن يصاحبها بالطبع امتنان وشكر لرب العالمين، بل على العكس من الممكن والعياذ بالله أن يتطاول شخص على الله ويقول: لماذا يارب تفعل بي هذا؟ والله بريء بالطبع من أي إخفاقات في حياتنا.

الطريقة المثلى لاستقبال العام الجديد :

إذن الطريقة المثلى هنا لاستقبال العام الجديد أن أفكر في الماضي بايجابية بمعنى لو حدثت لي إخفاقات أخذ منها دروس وعبر وأكتسب خبرات تعطيني قوة وصلابة في مواجهة الأزمات إذا ما تكررت في حياتي مرة أخرى أو أخذ من الماضي كل ذكرى حلوة عشتها أو إنجاز قمت به حتى يعطيني دفعة وحماس في حياتي القادمة.

هذا بالنسبة للماضي، أما الحاضر :

1- سأستخدم فيه كل الخبرات السابقة التي اكتسبتها من الماضي.
2- مع الأخذ بالأسباب.
3- وتفعيل قيم الشكر.
4- والامتنان لله رب العالمين.
5- وأستعد من خلاله للمستقبل بنظرة إيجابية متفائلة.

أضرار التفكير السلبي فى المستقبل :

وعندما نفكر في المستقبل، إما سنعيش في مخاوف من المستقبل مثل الفشل وعدم تحقق الهدف، وهذا  بالطبع يؤدي لاهدار الطاقة في الخوف من شيء من الممكن ألا يحدث، فقد يضيع شخص حاضره وماضيه في الخوف من الفشل في المستقبل، وهذا يحدث عندما يأخذ تجارب الماضي وقود لتعتيم المستقبل، فيظن أن فشله في الماضي سينعكس على مستقبله، وبالتالي يكون مستقبله معتم وغير مضيء.

كيف نفكر للمستقبل بإيجابية ؟

ولكن الحقيقة أن المستقبل عالم مليء بالمفاجأت الرائعة، التي قد تكون عظيمة لدرجة لا يمكن تخيلها، ولكن لا بد أن يكون لدينا يقين وإيمان بوقوع الخير ولا بد من الأخذ بالأسباب والامتنان لله رب العالمين، فعندما يؤمن الإنسان بقدرة الله عز وجل على تغيير الحال إلى نقيضه، وعندما يلتزم بالدعاء ويحرر نفسه من سلبيات الماضي، ويتعامل مع حاضره بايجابية،سيجني ثمار الماضى والحاضر في المستقبل، وستكون ثمارًا عظيمة.

(( الافكار السلبية تجاه الله عز وجل هي أكبر عدو لتجلي الأهداف ))

عندما لا يستطيع الفرد الوصول إلى أهدافه قد يلقي باللوم على الله سبحانه وتعالى، وأنها مشيئة الله وأن الله لا يرغب في وصوله، أو يلقي باللوم على الآخرين أو الظروف وهو بريء من كل هذا ولا دخل له.

والحقيقة أنك أنت الملام الوحيد

فقد تكون هناك معيقات بداخله لكنه لا يشعر بها، فمثلًا عندما ترغب امرأة في الزواج ويتأخر زواجها، قد يكون بداخلها معيقات لا تعترف بها، وحتى تصل لها لا بد من أن تسأل نفسها سؤالًا، ألا وهي ما مميزات الوضع الحالي التي هي فيه  الآن؟
وستكون الإجابة أنها تستيقظ وقتما تشاء، لا تتحمل أعباء الحياة، لا يتحكم في حياتها زوج، تخرج وقتما تشاء، لا تقوم بالمهام المنزلية اليومية من طهي وغسيل وترتيب وغيرها من أعباء المنزل اليومية، كل هذه الأسباب قد تكون معيقات داخلية لديها.
وعندما نقول أن هذا الشيء ابتلاء من رب العالمين، يتبادر إلى ذهننا دائمًا أن الإبتلاء هو المصيبة، وهذا شيء خاطئ كليًا فالابتلاء خير وشر إيجابي وسلبي، البلاء هو اختبار من الله يضعه في طريقنا حتى يختبر صبرنا وإيماننا ومدى امتناننا وشكرنا لكل ما نلاقيه في حياتنا.

فكما ابتلى الله الأنبياء بأشياء يصعب تحملها، ابتلى غيرهم بأشياء إيجابية ولكنهم لم ينجحوا فيها، فمثلًا خالد بن الوليد رضي الله عنه، ابتلى الله والده الوليد ببلاء الخير، فرزقه المال الوفير والبنون، ولكن ماذا فعل الوليد، لم يشكر الله على نعمه ولم يمتن، فعذب بكل الخير الذي ناله في حياته.

إذن علينا أن نشكر الله على كل ما مررنا به، ولا نفتح بابًا للغضب والسخط وإلقاء اللوم على الله لأن هذا الأمر خطير، ويؤدي لعواقب وخيمة، عندما نخطئ نعترف بأخطائنا ولا نتوقف عندها إلا كي نتعلم منها ولا نركز على الأسباب، وعندما ننجح في شيء نكافئ أنفسنا على أي إنجاز ولا ننتظر مكافأت من الخارج.

كيف تمنح نفسك طاقة إيجابية ؟

كافئ نفسك بهدية، بنزهة، بالذهاب للسينما، بتناول الطعام في أحد المطاعم، بكتاب إن كنتِ تحبين القراءة، فهذه المكافأة ستخلق لديك حالة من السعادة والرضا وستعطيك طاقة وحماس لاستقبال القادم.

روشتة استقبال العام الجديد

  • مع بداية العام الجديد، أحضر مذكرة ودون فيها انجازات العام الماضي، والأهداف التي ترغب في تحقيقها في العام الجديد، كل ما استطعت تحقيقه اكتبه حتى ولو كان صغير، لو ساعدت محتاج، لو غيرت صفه كنت تمقتها في نفسك، لو وصلت رحمك، لو ساعدت طفلك في النجاح، حتى لو لم تحقق الهدف كامل وحققت جزء منه اكتبه أيضًا، الحياة مليئة بالانجازات الصغيرة التي لو جمعتها معًا ستصنع إنجازًا كبيرًا، يغير حياتك ويعطيك طاقة كبيرة لبدء العام الجديد وتحقيق المزيد من الأهداف فيه.
  •  
  • بعد تدوين الإنجازات، ضع قائمة بالأهداف التي ترغب في إنجازها واسأل نفسك، لماذا ترغب في تحقيق تلك الأهداف، وما الخير أو الفائدة التي ستعود عليك أو على الناس عند تحقق تلك الأهداف؟
  •  
  • بعد وضع الأهداف ابدأ في الأخذ بالأسباب وإطلاق النية لتجلي تلك الأهداف في حياتك، واليقين بتحققها والدعاء والامتنان لله رب العالمين عند تجليها وتحققها.

 

نصائح لاستقبال العام الجديد

  • 1- عليك بالاتقان والتكامل فهما سلاحا النجاح.
  • 2- وزع طاقتك على كل المجالات لاتهتم بالصحة وتهمل المال.
  • 3- لا تهتم بالمال وتهمل العلاقات.
  • 4- لا تهتم بالعلاقات وتهمل الطموح والعلم.
  • 5- احرص على التكامل ولا تكن كمن يسعى طيلة عمره لجمع المال، وعندما يجمعه تضيع منه الصحة فيصرف كل ما جمعه من أجل استردادها!!
  • 6- ابدأ العام الجديد بالترقي في الوعي.
  • 7- والتسامح من الأخرين.
  • 8- وتحقيق الوفرة والموازنة في العلاقات.
  • 9- تعلم واكتسب.
  • 10- حاول وجاهد من أجل أن تكون شخص إيجابي يعرف كيف يجذب المال، ولكن ينفق منه في الخير.
  • 11- يعرف كيف يبني علاقات ناجحة.
  • 12- ولكن مع وضع حدود تجعل له مكانة جيدة في النفوس.
  • 13- ابتعد عن المقارنات، فهي تضر أكثر ما تفيد، فلم يخلقنا الله سبحانه وتعالى متشابهين حتى تكون المقارنة عادلة، كل منا يختلف عن الأخر.
  • 14- المقارنة الإيجابية المسموح بها أن تقارن نفسك بقدوة، كأن تقارن معاملة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – لأزواجه بمعاملتك، أو علاقته بربه. هنا يكون هدف المقارنة الترقي والتحسين وبالتالي هي محمود ومطلوبة.
  • 15- ركز على المميزات والحلول، لا الاخفاقات والأسباب.
  • 16-لا تبحث وراء فشلك وتقول ما السبب؟ ولكن ابحث عما تريد فعله واسأل نفسك لماذا ترغب في تحقيق الهدف.
  • 17- عدد المزايا التي قد تعود عليك إن نجحت في تحقيقه، فالتركيز على المشكلة يزيدها حجمًا وتعقيدًا.
  • 18- اشكر الله سبحانه وتعالى وامتن على نعمه، وخصص جانبًا منك في فعل الخير، بالتصدق أو مساعدة الآخرين، اجعلها مركزية رب العالمين دائمًا في أهدافك، كأن تقول مثلًا هدفي أن أحصل على 10000 جنيه الشهر القادم. لماذا؟ حتى أشتري كذا، وأعطي أبنائي كذا وأتصدق بكذا حتى يرضى عني الله سبحانه وتعالى.
  •  
  • اربط أهدافك بالله وامتن له وستصنع المعجزات.

خطوات تجلي الأهداف في العام الجديد

أسباب عدم تحقيق الأهداف :

مع بداية كل سنه جديدة يتولد لدينا حماس كبير لتحقيق الأهداف، ولكن بعد فترة يبدأ هذا الحماس يخفت تدريجيًا ويقل والسبب في ذلك هو وجود بعض الأشياء التي تحول دون تحقيق الأهداف، وهي الأفكار المعرقلة والبرامج السلبية والمعيقات، ومنها معيق كبير اسمه الاستعجال.
الاستعجال هنا عدو النجاح لأنه يفسد طريقة حصولك على الهدف، فعندما يزرع شخص زرعة ويتعجل في جني ثمارها قد يتناولها وهي مرة أو صلبة لم تنضج بعد، فبمجرد رؤيتها تطرح يظن أنه وصل لهدفه، ولكن هذا خطأ، فمن أكبر المعيقات التي تعيق تجلي أي هدف هو الاستعجال فكل دعاء مستجاب ما لم تستعجله، كلام النبى – صلى الله عليه وسلم – هنا صريح وواضح الاستعجال يعيق تحقيق الدعاء.

كيف تحقق أهدافك ؟

حسنًا، ما هي الطريقة المثالية إذن  للحصول على الهدف؟ الطريقة هي طريقة الكايظن، ولمن لا يعرف هذه الطريقة، هي عبارة عن حصولك على الهدف من خلال بعض الأهداف والخطوات الصغيرة، أي حينما تخطط لهدف كبير كي تنجح في الوصول إليه قسمه إلى خطوات صغيرة، وبها ستنجح في تحقيقها حتى تصل للهدف الكبير.

الدعاء وتحقيق الأهداف :

ويعتبر الدعاء من أفضل طرق تحقق الأهداف، فالله سبحانه وتعالى يغير نواميس الكون كلها؛ كي يستجيب لدعاء عبده، ولكن كي يقبل هذا الدعاء ويتحقق الهدف لا بد من توفر عدة شروط:

  1. هي الخشوع لله عز وجل.
  1. واليقين في قدرة الله واستجابته لتحقيق هدفك.
  1. وعدم الاستعجال.

فما يؤخر تحقيق الدعاء هو سوء الظن وعدم اليقين بتحقيقه؛ لذا عندما تضع هدفك في السنه الجديدة ادعي الله عز وجل وكن متيقنًا أنه سيستجيب، واتبع طريقة الكايظن وتقسيم الهدف لخطوات صغيرة.

فعندما يكون الهدف على سبيل المثال من الممكن أن يستغرق شهور أو سنوات، قسمه لخطوات قريبة.

أول خطوة تستطيع تحقيقها الآن، وتكون لديك أدوات تحقيقها، لا تقل عندما يتوفر المال سأفعل كذا، أو بعد أسبوع أو شهر سأفعل كذا، لا بد أن تفعل كذا الآن، فمثلا إذا كان هدفك الحصول على الماجيستير، وهو أمر يستغرق من  3 إلى 5 سنوات :
1- أول خطوة أن تذهب وتقدم أوراقك لدراسة السنة التمهيدية.
2- وحينما تمر السنة وتنجح فكر في الخطوة التالية.
3- البحث عن فكرة رسالتك.
4- نجحت في تحديد الفكرة ووافق عليها المشرف، أنت هنا حققت هدف أخر في طريق الماجيستير.
وهكذا قمت بعمل الخط حققت هدف ثالث، وهكذا حتى تصل لهدفك النهائي وهو الحصول على الماجيستير.

رفع ذبذبات الحظ  :

هناك أيضًا تكنيكات يمكن فعلها مع الدعاء بيقين وعدم الاستعجال تساعد على تجلي الأهداف، وهي رفع ذبذبات الحظ التي قمت بتطبيقها على نفسي العام الماضي وكانت النتائج عظيمة،

وبالمناسبة ..

هناك دورة في أول يناير

سيتم فيها تطبيق هذه التكنيكات بشكل عميق!

كان لي هدف في العام الماضي وهو الانتقال إلى منزل جديد بمواصفات خاصة، وفيو معين ومنطقة مميزة، كانت لدي تفاصيل كثيرة أرغب في تحقيقها، فقمت بعمل تكنيك لمدة شهر واحد، وبالفعل في خلال شهر حصلت على منزل أحلامي بنفس عدد الحجرات التي كنت أهدف إليها ونفس المنطقة التي تمنيتها حتى نفس الفيو، سبحان الله لقد تجلى نفس الهدف الذي خطر على بالي كما أردت.

ولكن قبل تحقيق الهدف الجديد لا بد أن يكون هناك رضا وقبول بالوضع الحالي، فقبل أن أنتقل للمنزل الجديد، أحببت المنزل القديم، قمت بعمل تجديدات فيه، اهتممت بنظافته وشكله، باختصار قبلته ورضيته به قبل أن أطمح لمنزل أكثر رقيًا وجمالًا وقربًا للمناطق الحيوية، إذن عندما تحددوا أهدافكم للعام الجديد لا تستعجلوا، ارضوا واقبلوا، أكثروا الدعاء وكونوا موقنين باستجابته، وبإذن الله سيتجلى الهدف في حياتكم.

اقرأ أيضا للدكتورة رشا رأفت:

مشاركة:

قد يعجبك

error: Content is protected !!